الأحد، 16 أغسطس 2015

شجرة الغضى بجزيرة العرب - اعداد وتقديم رحال الخبر


بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين 

الحمدلله الذي سهل لنا البحث والمعرفة من خلال المجموعات المميزة ومنها مجموعة الرحالة الرواد والتي أخصها بالشكر لفائدة استخراج هذا المبحث البسيط عن نقاش سار يوم أمس عن نبات الغضى النبات المزامن لكل حكاية عربية أصيلة لذلك النبات الصحراوي الذي يتحمل شظف العيش بصحاري المملكة والتي اورده الشعراء في قصائدهم وأبياتهم الشعرية يحكون فيها ايام العرب الأولى .
 وكوني واحد من مجموعة الرحالة الرواد (رحال الخبر- وائل الدغفق) وقد شاركت في تلك الحلقة النقاشية والتي أود أن أظهرها هنا وتدوينها لتكون فائدة منتقاة للأخرين .
ولانتهز الفرصة لأخذ لب ما ذكر هناك في مجموعة الرحالة الرواد وأضيفها هنا لكي لا تكون تلك النقاشات المميزة مثل غيرها في إدراج واسطر المجاميع فلا يستفاد منها وتنسى كغيرها ، وقد وضعت هنا لها تقريرا موجزا أضفت إليه جزء من بحث الباحثة النباتية الأخت ابتسام المقرن وذلك لمعلوماتها العلمية عن نبات الغضى المميز.
ونبدأ بسم الله في ذكر ذلك الشجر الصحراوي العزيز على قلوبنا .

الغضى لغة  :

الغضى حسب قواعد اﻹملاء العربية تكتب باﻹلف المقصورة، حسب القاعدة التي تقول: ترد اﻷلف إلى أصلها فإن كان أصلها الواو كتبت باﻷلف الممدودة، وإن كان أصلها الياء كتبت باﻷلف المقصورة، ولمعرفة اﻷصل هناك طرق منها تصغير الكلمة مثلا حيث ترد الألف إلى أصلها فنقول : غضية   ...

غضى مالك بن الريب اعتقد أنه كان بالسمينة وهو ماتسمى عرق النقع جنوب شرق قبه حيث حددهها بشعره حينما رثا نفسه بقوله
( ولكن بأطراف السُّمَيْنَة نسوة
**عزيزٌ عليهنَّ العَشيَّة مَابيا)

وهناك بحث مقدم من الباحثة  ابتسام المقرن/ نبات وأحياء دقيقة..

حيث قالت عن شجرة الغضى التالي:

ينتمي نبات الغضى Haloxylon persicum إلى الفصيلة الرمرامية (السرمقية) Chenopodiaceae
هذه الفصيلة كبيرة نسبيا وتضم حوالي 100 جنس و150 نوع معظمها من المناطق الجافة والمالحة حول العالم.
وجنس Haloxylon يتبعه نوعان في المملكة العربية السعودية..
النوع الأول: Haloxylon persicum الغضى (موضوع البحث الحالي).
النوع الآخر: Haloxylon salicornicum الرمث.

الغضى نبات يكثر في مناطق الرمال وعلى شكل عروق ممتدة بامتداد الرياح السارية في تلك الصحراء ..
فعروق الغضا بالربع الخالي عرقين وكلاهما يمتدان من الشرق للغرب بسكل متوازي..
 الأول يمتد من سلوى وحتى جنوب يبرين...
والعرق الثاني جنوب منه على مسافة 100 كيلومتر

فالمتجه من جبه للعليم يرى الارطى  وقبل العليم ببضع كيلومترات ينقطع الارطى ويمكنك مشاهدة الحد الفاصل

وتتابع تفصيلا وشرحا علميا لنبات الغضى بقولها: شجيرات الغضى لها خصائص مميزة مكنتها من التكيف مع بيئاتها القاسية.
 غابات شجر الغضى 

شجرة الغضى والتي ترتفع لأكثر من اربع امتار

فالغضى ينمو في شكل شجيرات كبيرة أو أشجار صغيرة يصل ارتفاعها من 3-4 أمتار ذات قاعدة خشبية وقمة ضعيفة متدلية، والأفرع الحديثة تبدو مجردة خضراء، الأفرع القديمة بيضاء مصفرة.
الأوراق مختزلة جدا أو غائبة تماما. الأزهار مقنبة، ثنائية الجنس على سنابل زهرية جانبية قصيرة.
أجزاء الغلاف الزهري خماسية، حرة أو ملتحمة عند القاعدة.
الأسدية أيضا خمسة، والأسدية العقيمة خمسة، بارزة.
الغلاف الثمري غير متساوي الفصوص.
الأقلام 2-4، المياسم خمسة.
البذور أفقية و متطاولة، توجد ملتصقة بالغلاف الثمري،
صغيرة الحجم وشبه مخروطية التركيب وأقصى قطر لها يصل إلى 2 ملم،
وتبدو على هيئة كأس صغير لولبي مفتول والجزء العريض منها يكون في الاتجاه الأعلى.
يزهر النبات ويثمر من شهر مايو إلى شهر يونيو.
يقاوم نبات الغضى مستويات ملحية عالية وتجمعات المياه ويعيش في التربة الرملية العميقة.
وينمو طبيعيا في المملكة العربية السعودية ومصر وفلسطين والكويت والعراق وإيران ووسط آسيا.
ينمو في المملكة العربية السعودية على الكثبان الرملية في صحاري الدهناء والنفود.
وهي شائعة في المناطق الشمالية وتمتد إلى الجنوب. وغير موجودة في الرمال العميقة للربع الخالي.
وهي شجرة لا تخطئها العين في مروج الصحاري الرملية.
بالإضافة إلى أهميتها الرعوية كنبات علفي، فهي كذلك مهمة لبدو الصحراء المتجولين. 

كما شارك بالنقاش في مجموعة الرحالة الرواد الباحث حميد الدوسري بقوله : أن مناطق انتشار الغضى المعروفة هي شمال افريقيا ، شمال الصحراء الكبرى، وجنوب غرب آسيا ووسط آسيا، وهذه هي التجمعات الكبيرة للغضى.
ونتابع قول الباحث حميد الدوسري حيث يقول:  إنه من خلال بحثي في الغضى، انه يفرز مواد تثبت التربة من حوله وكلما سفت الرياح التراب افرزت عليه موادا وخلال مدة تجد ما حول الغضى اصبح كواما مرتفعة عما حولها.

ويتابع قوله : أن غضى الربع الخالي مهدد بالفناء سريعا ، وخلال فترة قصيرة، نتيجة انخفاض مستوى المياه الجوفية.
فنباتات البيئة المثالية للغضى هي سبخات قديمة زحفت عليها الرمال وغطتها، بأعماق من بضعة امتار، طبعا عروق الغضى ﻻتصل للماء في ذلك العمق، وهذا يعد موافقا لما ذكرته الباحثة ابتسام حول عدم تواجد نبات الغضى بجنوب الربع الخالي نتيجة علو الرمال وبعدها عن المياه السطحية المغذية له.
ويتابع الباحث حميد الدوسري قوله : ولكن في فصل الصيف عندما تشتد الحرارة يتبخر الماء ويصعد البخار خلال الرمل ثم يتكثف في منطقة تكون جذور الغضى ، وبذلك يحصل الغضى على حاجته من الماء، وفي الشتاء ربما يحصل على بعض الماء من المطر ، ولكن المصدر الرئيس هو الماء الجوفي.
وأضاف قوله  وتحذيرة من مصيبة بيئية قريبة الحدوث لنبات الغضى في ماذكر أن في الربع الخالي وفي منابت الغضى  أن المياه الجوفية قد غارت خلال الفترة الحالية ، وهذا سبب اعتقادي بقرب فناء الغضى هناك.
وكما لنبات الغضى من ميزات كذلك لنباتات اﻷرطى ما له خاصية تجميع الماء وقت نزول المطر وتخزينه لوقت الحاجة، ولكن للأسف ﻻ توجد هذه الخاصية في الغضى.



والغضى من أشهر النباتات التي أهتم العرب فيها وذكرت في قصائدهم وشعرهم وحكاياتهم اليومية لما تمثل من وسط بيئي فريد في وسط جزيرة العرب 

مما قالت العرب في الغضى:
اخبث الحيات حية الحماط
واسرع اﻷرانب ارنب الخلة
واخبث الذئاب ذئب الغضى.
وقصدهم ان ذئب الغضى اكثر تخفى وشبه بشجر الغضى نظرا للون الأشهب التي يتشابه في شكله شجر الغضى ةجلد وشعر الذئب. فإذا اقتربت الرحول من وسط شجر الغضى وثب الذئب على الرجل دون ان يميزه عن الغضى .
ولعل شجر الغضى من منابت الرمال فقط ولايتبت بالحجاز الا نادرا ، وكان من المعروف عند اهل الحجاز إذا قدم اهل نجد عليهم يرحبون بها بقولوهم :
( اهلا بأهل الغضى ) كناية عن كثرته عندهم.

مناطق الغضى في نجد

ومن المناطق التي يكثر فيها الغضى منطقة السمينة جنوب شرق قبه ليست من منابت الغضى حاليا فهي تنبت الأرطى ، ولعل هذا يدل على زحف المناطق النباتية بعضها على بعض وسيطرتها على مناطقه ، أو تغير في مقومات معيشة الغضى كما ذكر أستاذنا أبو عون حميد الدوسري كبعد الماء عن جذور النبات .
https://lh3.googleusercontent.com/-vblM-Px850Q/VcwgHlNmMSI/AAAAAAACbvw/wiAQjDK54No/s145-p/20150812214054.jpg

محافظة أهل عنيزة لنبات الغضى واهتمامهم بمراعيه:
ومما يجدر الإشادة به هو محافظة أهل عنيزة على نبات الغضى منذ سنين طويلة مما يدل على الوعي البيئي لمن سن هذا القانون وكذلك استجابة أهل المنطقة للتعليمات الواردة ، وتطبيق العقوبات على المخالفين ، والتي بدأ العمل بها منذ 100 سنة وأكثر وهذا نقلا من الرحال ابو محمد حمد الواصل من سكان عنيزة حيث يذكر تلك القوانين في الحفاظ على بيئة الغضى والتي تتمثل بالتالي:
1/ تخرج السبور وهم المراقبون على الإبل ويصلون لبطين وادي الرشا عند الخرما الشمالية حاليا وذلك لحفظ المراعي ومنع الرعاة والقبائل من النزول ومباشرة الرعي قبل اشتداده ومن ثم السماح للجميع بالرعي أهل البلد وغيرهم . ولذلك شواهد مثل قصة (كريم سبلا) في الشقيقة جنوب عنيزة أو حمى الزغيبية شرق عنيزة .
2/ هناك مراقبون في داخل البلد يفرزون العشب الذي يجلبه الحشاحيش فإن وجدوا به نبوت غضى صودرت كل النقلة بأمر الأمير. وذلك للمحافظة على شتلات الغضى الصغيرة.  كان الحشاحيش يقومون بجرف العشب بالمقشعة وهي شبيهة بالمسحاة ومن خلفهم يقومون بنفض العشب عن التراب وجمع العشب ، وبذلك يجرفون مع العشب نبوت الغضى. كان رجال الأمير بعصى الخيزران يفرزون العشب المجلوب للبلد ويصادرون كل العشب الذي وجد به هذه الشتلات .
3/ كان من أشد الممنوعات احتطاب الغضى في الخبيبة والمصفر وهي من نفود عنيزة المنبت للغضى للبيع أو الاستعمال الشخصي للوقود أو طمام لسقوف الأبنية الطينية . مهما كانت الظروف ويطبق عليه أشد العقوبات من المصادرة والجلد والسجن أحيانا . ولهذا كان أهل عنيزة يحتطبون الأرطى من الشقيقة جنوب عنيزة أو الغضى من صعافيق شرق عنيزة .
4/ في العصر الحديث استمر وعي المنطقة لذلك ، فمنعت الإحتطاب وسعت في تحويل منطقة نفود عنيزة بكامله جنوب وغرب عنيزة (الشقيقة والمصفر والخبيبة)  . لمنطقة رعوية رسمية تحت مظلة وزارة الزراعة . وتطبق العقوبات على المخالفين بكل جدية وصرامة .
5/ في الآونة الأخيرة بسبب تدهور الغطاء النباتي وقيام الإبل برعي براعم الغضى وأوراقه مما أثر على نمو جذوره . فنظم دخول الإبل لمراعي الغضى وذلك بإخراج أحواشها من منطقته . والفائدة الأخرى هي التقليل من انتشار النمل الأبيض (دابة الأرض)  الذي بدأ ينتشر في بعض مناطقه بسبب تنقل الأحواش ونقل النمل الأبيض (دابة الأرض) معه .
جذع شجرة الغضى الأشهب

https://lh3.googleusercontent.com/-TBJuqiPKjsA/VcwgIuHkPfI/AAAAAAACbv8/algjZyYgGZo/s145-p/20150812214004.jpg
6/ هناك جهود شخصية من بعض المهتمين أمثال الأخ سليمان الخويطر باستزراع الغضى ونجاحه في ذلك في مجال البذور والشتلات فتعاون معه المسؤولون بتفريغه لهذا العمل ومنحه أرض واسعة (محميةمصغرة) لتنمية مشروعه . وكذلك بدأت الزراعة في عنيزة بتطوير مشاتلها لهذا المشروع الوطني الكبير .
بتوفيق الله وحفظه أولا أثمرت هذه الجهود بالمحافظة على الغضى بشكل جيد . وبدأت تتنامى هذه الفكرة لدى أفراد المجتمع ككل .

https://lh6.googleusercontent.com/-_yEXpojjWLA/VcwgInUaOEI/AAAAAAACbv4/WneMwMjEh3Q/s292-p/20150812214013.jpg
ومن المواقع التي تعد من منابت الغضى منطقة الغميس شمال وادي الرمة وهي تقع بين عنيزة  و بريدة والخبراء و البكيرية و البدائع تعج بالغضى قديما ويستخدمونه أهل البكيرية بطمام الأسقف (التسقيف) الطينية ويحتطبونه بشكل جائر ففني إلا في الجزء الجنوبي منه وهو المحاذي لوادي الرمة من جهة الشمال. 

ويذكرون أهل القصيم في ما أضعف الغضى في عنيزة  وما حولها مرور السيارات وتعديها على مراعي الغضى وكذلك قلة الأمطار وبالاضافة لوباء بعض الأمراض والحشرات ، ولكن تضل السيارات هي المصيبة الاكبر والرعي والاحتطاب الجائر .
ويتذكر حمد الواصل من أهل عنيزة ذلك الزمن القديم بقوله :
(فيما مضى من الزمن كنا نخرج للغضى وهناك جواد معروفة نسير عليها أما الشباب في الوقت الحاظر فكل واحد له جادة ويتجنب الجواد المعروفة ويمشي على أرض لم توطى من قبل أريح للسيارة مما أثر على تراص التربة ودهس النبوت من الأشجار وملاحظ أن المكان الذي تسير به السيارات لا ينبت أو يضعف فيه النبات بشكل ملحوظ .
والمصيبة العظمى هي قيام الشباب بالتفحيط في البرية وقتله ودهسه لمنابت الغضى والملاحظ حاليا ينبت العشب فقط القريب من الأشجار . ومن المؤكد أن لكل شجرة محيط تنمو فيه ويؤثر عليها أو تؤثر  على ما ينمو حولها من الأشجار للمشاحة على سبل الحياة وهو الماء ).

ومما يلاحظ من أهل البر أن الرمث إذا نبت حول الأرطى مات الأرطى . وإذا نبت الغضى على الرمث أو الأرطى فإنه يهلكهما ويبقى الغضى فهل هذا القاعدة مضطردة أم لا تثبت أصلا .

ووجهنا سؤالنا للباحث النباتي الأخ ابومنصور البراك حيث يجيب بقوله :

(غالب هذه النباتات سبحان الله لاتستخدم ولا تؤكل من الحيوانات وضعها الله لحفظ الارض من التصحر الزائد فهي تحفظ البذور وتمسك الارض والا كان مصيبه تغدي الارض  صلعاء فتندثر البذور لاحظ النبت الربيعي حوله خاصه الحرمل وتذري عنه الهوى وصفق الرياح )

ويكمل حديثه الاخ ابو منصور ويقول : (أن هذا امر طبيعي نبته اقوى من نبته فالقويه تمص طعم الارض الي حوله ، مثل الحرمل نبته ضعيفه ينتشر في مناطق التصحر واذا  تم حماية الارض اللي هو فيها انقطع ،وتقطعه الاشجار الي حوله لاحظ اذا مريت من عند شبك تلقى الحرمل خارج الشبك قوي واخضر وكبير وداخل الشبك المنطقه المحميه غير موجود او ضعيف جدا ، واللي بينهن شبك فقط فسبحان الخالق يعوض الله الارض بنبات اخر مثل الحرمل يمسك البذور والتربه ، وانتشار مثل هذي النباتات تدل على التصحر الزائد مثل الحرمل والعاذر وغيره).

ومن تجربة يذكر حمد الواصل قوله عن حماية أهل عنيزة لنبات الغضى قوله: ( من أعظم ما نفخر به تعاون المجتمع في تفهم الفكرة في حماية الغضى . ولا نعتبره لعنيزة فقط بل هو لكل المجتمع الذي يحافظ عليه ونفخر بمن يساهم في حمايته ونعتبرهم شركاء لنا فيه فلم يخلق لنا ولكنه للجميع ودورنا هو المحافظة عليه .
وبخصوص تعاون البلديات فقد قامت حملات توعوية منذ وقت مبكر للمحافظة على النظافة بتوزيع المنشورات . وكذلك قامت بحملات تنظيف بسيارات للبلدية والزراعة . ولكن وعي النظافة ضعيف ويحتاج للتكرار والقناعة الشعبية من المرتادين . وزعت البلدية على المنافذ الرئيسة حاويات النظافة ودوريا يتم نقلها ولكن من الواعي اللذي يحمل نفاياته لها ).

ويشاركنا الأخ صالح الحميدي بذكرياته عن الغضى بقوله: (علي قول كبار السن ان الغضا بعنيزه والقصيم عموما كان منتشر بكثره ، اي مكان يوجد به رمل كان يكسوه نبات الغضا ، حتي انهم يقولون ان الغضا بعنيزه كان مجاور لسور عنيزه الجنوبي  والغربي ، ونحن صغار ذهبنا برحله بريه الي الغضا لما كان نظيف كانت معنا سيارتان كانا نستظل تحت شجرة غضا نحن وسيارتنا من كبر الشجره.)

من حب أهل عنيزة للغضى بدأوا بزراعته عند منازلهم في واجهة البيت والبعض في الحديقة المنزلية ويلاخظ سرعة نموه . وفي نظري أن نباتات المنطقة هي أفضل ملاءمة للإنسان والتربة .

ويعطينا الاخ صالح بعض الملاحظات المهمة لإنبات الغضى حيث يقول: (إن زراعة الغضى تقتضي  اعطائه  قليل من الماء حتى ينمو ويخضر وبعد أن ينمو يجب قطع عنه الماء ، ويقول إن هذه من تعليمات المشتل الزراعي بعنيزه لما أشكى لهم موت الغضا وهو كبيرفي مستزرعه.)

تكوينات عروق الغضى بالمملكة :

يضيف لنا الباحث التاريخي والجغرافي الاخ عبد العزيز العجاجي قوله عن تكوينات نبات الغضى بالمملكة بقوله: (إن الغضا موجود في أغلب التكوينات الرملية وسوف انقل لكم على عجلة وصف لمشاهداتي لها بهذه التكوينات ، والربع الخالي مثلاً يوجد به منطقة كبيرة جداً من جنوب قلمة الحصان إلى غضا أبا الفرايس وهو بطول 200كم تقريباً من الجنوب للشمال وبعرض مايقارب 60_50 غرب شرق ( وهو أعظم واكبر وأطول غضا شاهدته في حياتي ولايضاهيه إلا شجيرات غضا في نفود المظاهير شمال غرب الخنفة وغضا بوادي ثرف في جبال الظهر شمال الزيته). 

ويتابع القول ابو علي العجاجي : (ويوجد الغضا بمواضع متفرقة عند قلمة جلاب و شرقها وكل هذه المواقع تقع بالشمال والشمال الغربي من الربع الخالي لكن جنوب وشرق الربع الخالي لايوجد به ولا غصن من الغضا فهو لايوجد جنوباً تحت خط العرض 21 جنوباً(وهنا تأكيد ثالث لعدم انبات الغضى بالرمال العميقة والرتفعة جنوب الربع الخالي لبعدها عن المياه السطحية وهوما أكده الباحث حميد الدوسري والباحثة ابتسام المقرن). 
ويتابع الباحث عبدالعزيز العجاجي قوله: (أما النفود الكبير فيتواجد من شمال جبه بحدود 80كم تقريباً وبالتحديد بعد داحورة العليم  وسميت بالداحورة لأن نبات الارطى وغيره من النباتات الصغيرة ( الشعرى) أو الشعره  تدحم وتدحر نبات الغضا ومنها شمال يبدأ شجر الغضا إلى ما بعد الجوف بل كل التكوينات الرملية الشمالي والشمالية الغربية موجود بها الغضا. 
الغضا يوجد بنفود حنجران جنوب رنية وكذلك في نفود الدسم وبالذات عند الظاهرية في منطقة الغابة وهي غابة الغضا)

ومن المفيد ذكر منافع الغضى الاقتصادية 

حيث أوردت الباحثة ابتسام المقرن ذلك بقولها :
1- يستخدم لمقابلة احتياجات السكان من حطب الوقود والفحم النباتي ومنتجات الأخشاب الأخرى.
2- يستخدم كنبات رعوي في المناطق الصحراوية.
3- يستخدم أيضا في تثبيت الكثبان الرملية وكأسيجة ومصدات رياح.
4- يستعمل مسحوق القشرة لنبات الغضى لشفاء الجروح.
وقد اتضح دور جنس Haloxylon في مقاومة التصحر في وسط آسيا، حيث تنبهوا لدوره الهائل في السيطرة على التصحر، وذلك بعدة طرق: بمساعدته في تثبيت الرمال المتحركة، بزيادة معدل الإنتاج الحيوي في المناطق القاحلة، حيث تنتج غابات Haloxylon كميات كبيرة من الكتلة العضوية الصالحة للأكل بالنسبة للخراف والجمال على مدار العام. 

إنبات البذور:

أخذنا ماذكرته الباحثة ابتسام المقرن حول انبات الغضى من البذور وماصادفذلك من عوائق حيث ذكرت : ( فقد عملت دراسة على التكاثر البذري باختبار حيوية البذور وحالات الكمون التي تمر بها واستجابتها لبعض المعاملات المحفزة لإنبات البذور؛ حيث شملت المعاملات: النقع في حمض الكبريتيك المركز لمدة 15 دقيقة. الغلي في الماء لمدة 5 دقائق. الغلي في الماء لمدة 10 دقائق.

تعني هذه النتيجة استجابة بذور الغضى استجابة سلبية لجميع المعاملات، مما يدل على أنها لا تمر بطور كمون ناتج عن قشرة قاسية لبذورها، فقشرة بذورها منفذة للسوائل، مما سهل وصول الماء المغلي والحمض المركز إلى الجنين وتسببا في موته.
وقد يفسر سلوك بذور الغضى في عدم استجابتها للمعاملات بأنها تمر بحالة سكون فسيولوجي داخل البذرة ما يتطلب معاملات أخرى تحدث تغيرات فسيولوجية داخل البذرة، مثل معاملة التنضيد (وهي حفظ البذور في محيط رطب وبارد لفترة من الزمن).
كما يمكن تفسير هذا السلوك بقصر عمر أو حيوية هذه البذور وأنها بدأت تفقد حيويتها؛ لذا يجب أن تتواصل البحوث للتحقق من وجود حالة كمون فسيولوجي في هذه البذور ومن طول بقاء حيويتها. (Al-Khalifa et al., 2004).
وأوضحت النتائج أن البذور بدأت تفقد حيويتها بعد ستة أشهر من جمعها، حيث أن نسبة الإنبات لم تكن عالية بالقدر المطلوب.
وتظل تجربة مشاتل عنيزة هي الرائدة في استنبات الغضى وبكميات ضخمة ونجاحهم هو ما يحفز مناطق أخرى لاستنبات الغضى وغيره من النباتات الحامية للغطاء النباتي ومحاربة التصحر .

 وأشكر مجموعة الرحالة الرواد والمشاركين التي أوردت أسماؤهم بهذا التقرير المختصر عن نبات الغضى بالمملكة واهتمام المجموعة للرحالة الرواد بمثل هذه النباتات البيئية واهتمامهم بكل ما من شأنه الحفاظ على البيئة من خلال النقاش الهادف والبحث المستفيظ من قبل المشاركين الأفذاذ واستميح الباحثة ابتسام المقرن في أخذ مقتطفات من بحثها القيم عن الغضى ومعكم رحال الخبر - وائل الدغفق المهتم بمثل هذه الامور البيئية والمعد لهذا التقرير المميز عن شجرة نحبها وتحبنا شجرة الغضى العربية الأصل والتي تعد من المعالم لجزيرة العرب الغالية .

وتقبلو تحياتي أخوكم رحال الخبر-وائل الدغفق.


رابط بحث الأخت ابتسام المقرن بحث لنبات الغضى لابتسام المقرن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق