الأحد، 16 أغسطس 2015

النقيرة النجدية (طاحونة حجرية) من النوادر

 
النقيرة النجدية (طاحونة حجرية) من النوادر

تمت المشاركة بشكل عام  -  ١١‏/٠٨‏/٢٠١٥
بسم الله الرحمن الرحيم 
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ثم اما بعد...
سنتكلم خلال هذه الاسطر البسيطة عن أداة من الموروث الشعبي والتي تعتبر من ادوات المنزل المهمة لبعض شعوب جزيرة العرب وهي تسمى النقيرة الطاحونة الحجرية ذات الشكل الفريد والغريب والتصميم الهرمي المقلوب.

حيث تصميمها كالهرم المقلوب وذلك لكي تحفر بقرب المشب وتكون مدفونة للجزء المخروطي الضعيف ويظهر الجزء المزخرف منها على ارتفاع 20 سنتمتر وعلى حسب ظهور الزخرفة ، فتكون بمتناول المعد للقهوة بعد الحمس ليضع في حفرتها العلوية كمية القهوة وطحنها بيد الطاحونة والتي تسمى (المرود)..

وتنوعت النقيرة في نجد ومثيلاتها في الجوف ونجران وكذلك النقيرة اليهودية ولكي نركز بحديثنا فسيكون حديثنا عن النقيرة النجدية وسنتكلم لاحقا ان شاءالله عن بقية تلك الادوات.
فقد عرف عن النقيرة وهي الطاحونة الحجرية كاداة ليست لطحن الحبوب ولكن لأجل طحن القهوة والهيل ومن مستلزمات المجلس والذي يستضيف فيه العرب الضيوف فتكون من ضمن مستلزمات الوجاهة والضيافة. .

والنقيرة والتي تنطق في سدير بقلب القاف جيم معطشة (النتجيرة ) وعند اهل القصيم ب(الندزيرة ) للقهوة والهيل وتحط على يمين المحكمة بالقهوة حيث يقول 

الشاعر سعد بن مناور الدهمشي...
هذي يلقمها والاخرى على النار
والثالثة كبة بعين النقيرة


كما أن اهل الشمال يزيدون تجميل النقيره اويضيفون مانقص من النقوش المحفوره بغلاف اما نحاسي منقوش أو من الحديد وهي تجميل وحماية من الانشقاق .
لكن الإنشقاق للنقيرة ممكن يحدث بمراحل النقش الأخيره وهذه طامة بالنسبة للحرفي.

وهناك النقيرة من الجوف حيث لونها يميل للأحمر لطبيعة الصخور هناك وبزخرفة اخرى.
وهناك منها ما يميل للسواد يسميها البعض يهودية وأعتقد للونها الأسود وأنها من صخور الحره.
وكذلك النجرانية التي تميل للشهاب من ارض الجبال هناك.

وكل منطقة أومدينة لها إظافات أونقوش معينه ، لكن النجدية تحتل المرتبة الأولى بجمال الزخرفة ودقة التصنيع.
أما عصاة النقيرة والتي تسمى ( المرود) أو( يد النقيره) أو (هيم النقيره) فالغالب من حايل يأتي لقساوة جبال اجا وسلمى وتحمله للدق، وهو أكثر قسوة من جبال طويق.

ويقول الشاعر ابو دباس
ياحمس قلبي حمس بن بمحماس
وياهشم حالي هشمها بالنقيره


وحسب ماتابعت من المهتمين للنقيرة أن كل منطقة من مناطق نجد لها صناع ،وتختلف الجوده ونوع الحجر المستخدم ومنها يؤثر على سعرالمنتج.


والحجر الذي يطلق عليه اسم (الذكر) فهو شديد الصلابه وثقيل ولكنه صعب النقش ويحتاج عنايه ، وسن الأزاميل في النقش لأنه يطيح شلايخ تفسد القطعه اذا تم التعامل بها بإزميل عادي.
والنقاير عدة أنواع كما ذكرنا انفا منها الثابت لكبر حجمه وثقل وزنه ، ومنها الصغير ويستعملها المسافرون على الإبل وتكون بحجم ملقمة القهوة تقريبا.
ومدينة المذنب من أشهر من صنع النقاير في نجد، وخاصة من جبل خرطم وذلك لصلابة حجارته والتي تعرف عند الحجارين باسم حجر الذكر .
وكان هناك واحد من الصناع له نقاير مميزة ويصنعها بشكل هرمي تقريبا قاعدتها السفلية أكبر من العلوية وهو عكس ماهو معروف بالشكل الهرمي المقلوب. 



والبعض من عامة الناس والفقير منهم ممن لايملك المال الكافي لشراء نقيرة مصنوعة بمهارة فيعمد الى اخذ فقرة من فقرات اعمدة بيوت نجد الطينية وتكون تلك الأعمدة مركبة من احجار قاسية مركبة واحدة فوق الاخرة وواحدها يسمى(خرزة) وهو ماكان يرص فوق بعضه ليشكل عمود أسطواني يحمل أركان المنزل.
فيقوم بنقرها وبحفرها فتكون نقيرة له بدون كلفة شراء واحدة غالية الثمن.
وفي قصر بن ثعلي غرب المهد يوجد احدى تلك النقاير ولكنها مصنوعة من حجر البازلت الاسود القاسي.
وأشهر من يصنع النقاير في المذنب الصانع المعروف بأبو هنيدا وهو المتفرد بالشكل الهرمي وقد أعطي مهارة في النقش حتى يقال لو أن أحدا ينقش بطين ما نقش مثله.


وكذلك الحسياني وكان ينقل الصخر بلف جريد عليه من جميع الجهات ثم يربطها ويجعل الحمير تجرها الى مشغله ليقوم بنحتها.
وكذلك الزيان من المشهورين في النقش على النقاير وصنعها .
ومن أشهر من يبيعها في عنيزة محمد الصالح الخليفي.

وبهذا نكون قد أعطينا لهذه الاداة بعض المعلومات التي تفيد الباحث والقارئ ليجد شيئا من الموروث الشعبي عن النقيرة.
واشكر الاخ حمد الواصل وخالد المكتوم باضافة واثراء المعلومات لمثل هذه الاداة .
وتقبلو تحيات رحال الخبر-وائل الدغفق


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق