بسم الله والحمدلله ولاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم
نبات الروثة الذي يعتبر من أندر واطيب المراعي للأبل والذي حيكت حوله القصص الطريفة ومنها ..
كان في زمن مضى يأتي المشايخ والمطوعين بنصح الناس ويذكرون لهم الجنة والنار وأن الجنة فيما مالا عين رأت ولا اذن سمعت ولاخطر على قلب بشر ، وحينها كان الحضور منأهل البادية البسطاء ، والذين يحبون حديث الدين ولكن مع مايعرفون من حاجتهم في المرعى وحبهم للأبل التي يسوقونها ومعزتها عندهم .فعندما ذكر الخطيب مافي الجنة من الخير والنعم قام أحد اهل البادية واقفا وقاوقف الخطيب وقال : (يامطوع أنا بأنشدك عن الجنة هي بها روثة للعليا ، فإذا قلت أن بها روثة للعليا ، ترى جاتك البدو حافر عن حافر...) ويقصد البدوي أنه اذا في الجنة نبات الروثة لناقته التي يسمونها (العليا ) فابشر باللي بيجونك من أهل الأبل رجال فوق رجال مع ابلهم يطلبون تلك الجنة . وطبعا لبساطة عيش أولئك ولعظيم مايعرفون من نبت الروثة الذي تطلبه الابل وبشراهة لطعمه اللذيذ فهم يأملون بوجودها بالجنة
.
ومن هذا الباب فقد كان الاهتمام من الأخ ابو منصور البراك وطلبه الشخصي لي الى البحث عن نبتة الروثة ومايتعلق بها من كل جانب وسؤال المختصين مع بلوغ ابو منصور الصعاب للبحث عن أماكنها، وأيضا لعدم وجود من تحدث عنها منفردة وبالتفصيل .
رحلة البحث الجاد لنبات الروثة من قبل البراك:
الأخ عبد الله المنصور
تقسيم نبتة الروثة لأقسام النبات:
وقد كان ادراجنا للتقسيم والتعريف الدقيق العلمي لنبات الروثة من الباحث النباتي الاستاذ حميد الدوسري ومنه ننقل هنا ما أكد عليه ووافقه.
ففي كتب التراث العربي القديم يقسمون النبات إلى نوعين، شجر ونجم، فالشجر هو ما قام على ساق، والنجم هو ما لم يقم على ساق، مثل قوله تعالى "والنجم والشجر يسجدان".
وربما سمى العرب كل النبات بجميع انواعه شجرا من باب التوسع اللغوي.
والروثة لها أسمها العلمي الاجنبي (Salsola villosa) كما لها الأسم العامي (الروثة)
والروثة : شجيرة معمرة ، لها أغصان كثيرة ولها سيقان بيضاء ذات أوراق قوية دائمة تشبه الأشواك، ويعتبر من نباتات الحمض، وتقبل الإبل على هذا النبات ويبحث رعاة الإبل عن الروثة لترعاه إبلهم حيث يبقى هذا النبات حتى في فصل الصيف وهي نبات معمر، وتكون على شكل شجيرة قزمية خشبية ذات سيقان متفرعة، وترتفع نحو 70سم، والأوراق دقيقة، والأزهار صغيرة جدًا، والثمار مجنحة كبيرة.
يعد هذا النبات من أهم نباتات الحمض، وتفضله الإبل والأغنام على غيره في الرعي، وله مكانة عند أصحاب الماشية.
ينمو في الشعاب والفيضات خصوصًا في الحماد والحرة، ويزهر في بداية الخريف حيث تظهر الملقحات اوﻻ وهي صفر اللون، وفي نهاية الوسم وبداية المربعانية تظهر الزهور والثمار، وتبقى الزهور على النبات حتى بداية الربيع.
فروعه صغار ﻻ تصلح ان تكون حطبا، مع ان رائحة دخانها طيبة،،النبات ورقه عصاري ذفر الرائحة، مثل رائحة السمك الخفيفة.
وقد أصبح هذا النبات على وشك الانقراض بسبب الرعي الجائر، وسنوات الجفاف، وتطرف المناخ؛ فأصبح من الصعب رؤية هذه الشجيرات، وإن شوهدت فهي وحيدة منفردة. وتعد هذه الشجيرة عالية المقدرة على التكيف مع التربة الجيرية، وتنبت في بطون الأودية والمنخفضات.
السبب الرئيس في شهرتها هي انها تكون في اغلب اﻷحوال في اماكن ﻻيوجد بها نباتات حمض، وتقل اهميتها عند وجود الرمث ، والضمران او غيرهما من الحمض،
وهي النوع الوحيد من جنسه الذي ﻻ يسبب السلاح وﻻ العطش للأبل التي ترعاه، بينما يسبب العراد والثرمد والخذراف السلاح الشديد ، ويسبب الغوﻻن (العطش الشديد).اماكن تواجد نبتة الروثة حسب رؤيتها حديثا
يذكر الباحث النباتي المعروف الاستاذ حميد الدوسري قوله عن الروثة : (منابته المعروفة شمال دائرة العرض 26 درجة شماﻻ،وأيضا شمال الجزيرة العربية وبلاد الشام وتكثر في موسم الربيع والصيف. وهو غير معروف جنوبها.ومن الاماكن التي سميت بها نبتة الروثة لتواجدها أماكن عديدة مازالت تحمل نفس اسم النبتة وهي :عقلة الروثيه في شعيب عرعر، ومشاش الروثه وشعيب روثة عرعر جنوب شرق عرعروفيه الان هجره تسمى ابورواث بين رفحا وعرعر.
وكذلك شعيب أبي رواث: ويقع جنوب شرقي رفحاء،وهو شعيب فحل كبير طوله حوالي ١٤٠كيلو غرب رفحا وسمي بذلك نسبة لكثرة نبات الروثه فيه، وينحدر بالقرب من روضة أم العصافير، وله فروع اهمها مديسيس أبي رواث.
وايضا في الرقعي وفي الشيط وشمال قرية العليا .وتوجد ايضا في منطقة حفر الباطن).
ويذكر الباحث عبد العزيز السعيد في كلية الزراعة بجامعة الملك سعود عن نبات الروثة قوله: (تعد الروثة من أهم النباتات الشجيرية في مراعي المملكة العربية السعودية ، وقد كان هذا النبات سائداً في المنطقة الشمالية من المملكة، الا أنه اليوم لايوجد الا في المواقع الرعوية المحمية من الرعي، ورغم أهمية النبات ، إلا أنه لاتتوفر إلا معلومات محدودة عن بيئته الذاتية.)
وتعتبر من النباتات عالية القيمة الرعوية في كل فصول السنة للابل والغنم. واستساغة الإبل للنباتات الطبيعية بعد معرفة أنواعها ودرجات الاستساغة وهي من الافضل للابل
صورة تجمعني بالباحث ابو عون الدوسري والدخيل
وحين سؤالنا للباحث حميد الدوسري عن سبب عدم ادراجه الروثة في كتابه يقول: (ولم انشره في الكتاب لعدم معرفة اسمه الفصيح، كلمة الروثة عامية قديمة نوعا ما ولم استطع معرفة اﻻسم الفصيح،ولا أضع في كتابي الا ماعرف فصاحته العربية واسمه ، ويقول: أنني شديد التدقيق في هذه المسألة بأدراج الاسم العربي الفصيح ولن اتنازل عن مبادئي)
وهكذا جمعنا ما استطعنا الى تلك النبتة الفريدة سبيلا ومن خلال المناقشات التي تمت في مجموعة الرحالة الرواد التي اسفرت عن هذا المبحث البسط عن تلك النبتة النادرة والتي يسعى مشتل عنيزة مشكورا لأنباتها من خلال نثر البذور في المواسم لتعود كما كانت تملأ الأرض وليفرح بها أهل الأبل التي سألو المطوع أن تكون بالجنة مثلها ..
ونشكر المحفز لهذا البحث أخونا ابومنصور البراك والذي سعى مشكورا في ابراز هذه النبتة والشكر موصول للباحث ابو عون حميد الدوسري الذي كان معنا نقطة بنقطة ليخرج ماخرج هذا البمبحث لكم .
وتقبلو تحيات أخوكم رحال الخبر- وائل الدغفق ...كتبه في غرة ذي القعدة 1436هـ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق