الاثنين، 18 يناير 2016

رحلة الصعود لقمة طمية 3/1437 إعداد الرحال حمد الواصل

رحلة الصعود لقمة طمية ____بتاريخ    25-26/3/1437



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ثم أما بعد...

 
في رحلة جديدة ونوعية  تحفها المغامرة وتكتنفها الخطورة وتحمل في طياتها المتعة والتجديد والنشاط والحيوية، برفقة ذات همة عالية تعانق السحاب وتستصغر كل عقبة تواجهها في سبيل تحقيق الاماني والرغبات كانت هذه الرحلة الفريدة الراجلة (الهايكنج) لصعود جبل طمية.  والذي وصفه الأصمعي بقوله( أذكر جبل في البادية ) 
طِمِيَّه :- بكسر الطاء فميم مكسورة أيضاً فياء مشددة مفتوحة فهاء - جبل أحمر مشهور في القديم والحديث، في أعلاه حجارة صفراء( صفر البل البني الغامق ) 



 حمد الواصل وهو ممسك بأحد ريش النسور فوق القمة 


اعضاء المجموعة 


الواصل والبراك في ارتقاء القمة



اعضاء الرحلة في فجر اليوم التالي فوق الجبل

موقع جبل طمية:

ويقع جبل (طمية) في أقصى الغرب لمنطقة القصيم على بعد حوالي مائتين وثلاثين كيلاً من مدينة بريدة تشاهده وأنت في (عقلة الصقور) ويبعد عنها اثنين وثلاثين كيلا، وهو يمتد بين خطي طول 01ً 28َ 41ْ و 43ً 02َ 42ْ شرقاً ودائرتي عرض 23ً 34َ 25ْ و 26ً 38َ 25ْ شمالاً0










من مجلس ابو محمد الواصل كانت الانطلاقة 








تسمية طمية بالادب العربي:

وتسمية (طمية) قديمة لم يتغير من النطق بها شيء ماعدا الطاء أوله إذ كانت ينطق بها في القديم بالفتح.
ومن الشعر العامي في طمية : قول راكان بن حثلين وهو يذكر توجهه من المدينة إلى نجد : يافاطري ذبي خرايم (طمـيـه) يوم اشمخرت مثل خشم الحصان ذبي طميـــه والديار العذية تنحـري برزان زيـن المبـاني.( العبودي. معجم بلاد القصيم)
كان الإعداد لهذه الرحلة في وقت مبكر وتم تحديد الأعضاء والزمان منذ وقت مبكر وتمت الإعدادات وكانت الرغبة في الصعود والمبيت فوقها واستكشاف قمتها وما تحويه من معالم. .



 الأخ محمد الشاوي عند احد جلتات الماء


 الاخ خالد الدخيل في ارتقاء الجبل


 رحال الخبر وائل الدغفق في جلسة تأمل فوق الجبل


الأخ خالد الدخيل فوق القمة

أعضاء الرحلة بالتسلسل العمري هم:


وائل الدغفق
عبدالله البراك
حمد الواصل
خالد الدخيل
محمد الشاوي



فوق القمة أثناء الوصول واستراحة لأعداد القهوة والشاي



استراحة محارب الشاوي والدخيل


من على النتوء الحجري المميز بالجهة الغربية

الأستعداد للرحلة :

لقد كان الحرص على قلة العدد بالرحلة والذي له عدة مزايا منها التركيز وقلة المؤونة وسرعة الإنجاز.


فقد كان التجمع لبداية الانطلاق في منزلي بعنيزة ، ولمن هم خارج القصيم فحضر البراك ثم رحال الخبر مساء يوم الإثنين وتمت الإنطلاقة على بركة الله بعد صلاة فجر يوم الثلاثاء 25/3/1437 باتجاه طمية تم الوصول بحدود الساعة التاسعة وجدنا بعض الركامات الكبيرة على قبور قديمة قد طالتها أيدي العابثين والمخربين الباحثين عن الكنوز. .


 أحدالرسوم والنقوش على شكل ثعبان


النسور ذات الرقبة الصلعاء تحوم فوق الجبل



تم الإفطار والتجهز بكل مايلزم من ملابس مناسبة وأدوات وفراش وطعام وماء
انطلقنا على بركة الله صعودا من الجهة الشرقية حيث سبق الصعود لها مرتين مع أخي خالد الدخيل وكان الطريق تحفه بعض العقبات وبعض الصخور المنزلقة ولكن يسرها الله. .
كنا نرى النسور والعقبان تحوم حول القمة في منظر مهيب وفريد وكنا نتجاوزها بطموحنا وثقتنا بأنفسنا وقدراتنا التي مَنَّ الله بها علينا. كذلك صادفنا طيور حمام الخضاري في مجموعة لابأس بها قد وردت بعض القلات في مخار المياه وملازمها. 
كان سفح الجبل يصطبغ أحيانا بلون أخضر لاكتسائه بالربيع والذي غلب عليه الحميض وبعض الشجيرات الصغيرة كالجعد والرمث والقرضي والعراد والجريبا وغيرها مماذكره وعرفنا به خبيرنا عبدالله البراك ويوجد بعض أشجار الحماط والذي قد يبس وكذلك طلحة صغيرة بعرض الجبل وبعض أشجار العشر ووجدنا بعض القلات الصغيرة والتي نمت حولها بعض الطحالب كاللزيق وبعض النباتات من فصيلة السرخسيات. 



من مناقع ومحاير الماء بالجبل المتعددة


لم نشاهد أي حيوان بري مع أننا في المرة السابقة وجدنا أثر الذئب في غار قرب القمة وفي سطح طمية. 
شاهدنا بعض الزواحف الصغيرة جدا تميل لسواد من الألون. 
من المتوقع لدى كثير من الناس أن تكوين الجبل ناري لوقوعه في منطقة الدرع العربي إلا أننا وجدنا بعض الصخور الرسوبية الحمراء والبرتقالية والتي نقش عليها بعض النقوش القديمة ماقبل الإسلام والإسلامية المتقدمة بخط الكوفي. ووجدنا بعض الكتابات المعاصرة كنقش لاسم د. عيد اليحيى، وقد دوَّن على نفس الصخرة رحال الخبر لقبه تخليدا للرحلة. 


نقش الرحال كتذكاربجل طمية


بعد الوصول للقمة تم أخذ قسط من الراحة والتشاور في وجهة المسير فكان التفضيل للبداية من جنوبها لوجود مصلى سبق لنا إعداده قبل مايزيد على عشر سنين في رحلة سابقة وصلنا للمكان المقصود في مواجة الخط السريع لمدينة الرسول صلى الله عليه وسلم لم تكن الأجواء صافية فكنا نسمع هدير السيارات فيه ولا نراها بينما نرى قطيعا من الإبل الوضح كقطع المنديل أسفل الجبل 
وجدنا الرجم الصغير الذي ركمناه شاهدا ووجدنا رجما كبيرا قد بني جوار المصلى بارتفاع مترين ونصف تقريبا نصبه شباب من الرس من عائلة الحوشاني
صلينا الظهر والعصر جمعا وقصرا وواصلنا المسير بعدها قرب حافة القمة للاستمتاع بالمناظر الجميلة والمهيبة ونتفقد تلاعها بنباتاتها وحشائشها التي لاتطالها البهائم وكنا نبحث عن شجرة سمر سبق ووجدناها كنا نطمع ببعض الحطب منها لكن للأسف لم نجدها، وفي ذات الوقت نبحث عن مكان مناسب للمبيت تحسبا لهبوب الرياح الباردة بعد مغيب الشمس. 




صورة ارحال الخبر تذكارية لأرتقائنا القمة من تصوير الأخ حمد الواصل 


سطح طمية في أغلبه صخري تكسوه الحجارة مع وجود بعض القيعان الصغيرة والتي اكتست بالنباتات والشجيرات وبعض الشعاب الصغيرة التي تنحدر من جميع جوانبها مشكلة جداول في سطح الأرض نرى امتدادها من القمة
وصلنا الجهة الغربية منها حيث الانحدار الشديد والذي تكثر فيه الطيور الجارحة ولم نستطع مشاهدة جبال الهميلية ولا طريق الحيسونية والمسمى قديما قبل وجود الخط السريع طريق منجم الصخيبرات
انتقلنا للجهة الشمالية فوجدنا مكان جيدا للمبيت مسيلة مستوية وقربها تشكيل صخري فريد صربوط بارتفاع 20 مترا تقريبا موازيا للقمة كست أغلبه الطيور بمروشها. واكتشف محمد الشاوي بثاقب نظره - أمده الله بالعافية- بعض الدوائر الحجرية بحدود ثلاث في جهتها الشمالية من سفح الجبل. كنا نطمع بصفاء الجو غدا صباحا لمشاهدة جبل مصيقر. 
اعددنا القهوة العربية الأصيلة وإبريق شاي فاخر ثم كبسة حاشي بقدر كاتم على موقد بريموس العنكبوت بعلبة غاز واحدة بقي منها القليل. 
بتنا مبكرين بليلة حالمة وهادئة من الله علينا بقلة الرياح واعتدال يميل للبرودة قليلا. كانت النجوم لامعة تتلألأ بنجومها لعدم ظهور القمر وصفاء السماء من السحب وبعد المدن ووهج أنوارها. 


 اثناء نزولنا من الجبل

فجر اليوم الأول 


فترة من فترات إعداد الغداء من اعداد ابو محمد الواصل جزاه الله خير


كان أبو منصور البراك متحمسا لشرح بعض مسميات النجوم ومنازلها ولكن لم يسعف هذا القروي الفلاح الوقت حيث بدأ الغطيط من البعض والشخير من القلة.  وقبل الفجر بنحو ساعة استيقض البعض وبدأ درس النجوم من النجم اللامع في الرحلة صلينا الفجر واستمتعنا بشرب القهوة والشاي وإفطار خفيف على ما تيسر ثم انطلقنا بمحاذاة الجال الشمالي من القمة بعد أخذ صور تذكارية في الموقع وعلى جنبات القمة. 
وصلنا لأكبر شعب في طمية وهو يبدأمن وسطها تقريبا ويتجه نحو شمالها الشرقي وينحدر جهة الشرق مع نفس المكان الذي صعدنا منه وفيه تكثر النباتات وخصوصا الجعد والقرضي والعوشز الذي أخلفنا بنظارته واخضراره ولكن أبو منصور أكد لنا نوعيته وأن مانراه بسبب الظل والري كذلك وجدنا العراد والجريبا والخنيزة عين القط. 
هذه المسيلة الكبيرة تنحدر على قلتة صغيرة يعقبها جرف صخري أحمر رسوبي مشكلة شلال بعلو 8 أمتار بزاوية قائمة تصب في شعيب البدون ثم على شعيب الرِّجَل والذي يصب بوادي الرمة قرب عقلة الصقور بجهتها الجنوبية الشرقية ببعد 7 كيلومترات. 
بدأت رحلة النزول صباح يوم الأربعاء 26/3/1437 وكان هناك منزال آخر من الجهة الشمالية ولكننا لم نسلكه لبعده عن السيارات وجهلنا بموقعه تحديدا. 



 من قرب الرجم الاكبر بالجهة الجنوبية

الدخيل والواصل فوق القمة




كانت رحلة النزول أصعب وخطر السقوط أكبر والجهد على الركب والعضلات الأمامية بينما الصعود يكون الجهد على العظلات الخلفية. 
استفدنا كثيرا من الجزمات المخصصة لصعود الجبال والتي دلنا عليها أخي سلطان الدشاش من محلات القرعاوي من شركة كات وميريل فانصح الهواة لهذه الرياضة بها وكذلك الحرص علي الملابس القطنية والمطاطية للدفئ وامتصاص العرق عن الجسم. 
وصلنا بحفظ الله ورعايته للسيارات واعددنا القهوة والشاي وغيرنا الملابس ثم انطلقنا باتجاه القصيم. 
تم بحمد الله هذا التقرير..


مع تحيات الرحال حمد الواصل 

هناك تعليق واحد:

  1. السلام عليكم
    يعطيك العافية استاذ حمد على التقرير المميز وبصراحة استمتعت بحديثك عن الرحلة وبالصور الرائعة
    دمت بخير..... احمد السلطان

    ردحذف