السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقاء الثلوثية اليوم بموضوع [أسماء النبات بين العامية والفصحى] من الباحث القدير المخضرم الاستاذ حميد الدوسري ويقدمه لكم الأستاذ أحمد الشهري .
جمعه ورتبه بالمدونة أخوكم الرحال وائل الدغفق .
يتقدم الأستاذ أحمد الشهري بداية بالترحيب وبدء اللقاء بقوله:
مرحبا بكم جميعا في هذه الأمسية الرائدة بين كوكبة الرواد
وأخص بالترحيب ضيفنا العزيز وأستاذنا القدير: أبا عون وأشكر له تلطفه وقبوله لهذه الدعوة في أن يكون ضيف هذا اللقاء وفارس ميدانه .
وكما تعلمون فإن موضوع أطروحة الليلة هو [أسماء النبات بين العامية والفصحى]
وقبل أن يبدأ أبو عون في طرح ما في جعبته فيسعدني أن أقدم لكم نبذة مختصرة عن السيرة الذاتية للضيف.
نبذه مختصرة عن الباحث حميد الدوسري
* الاسم: حميد بن مبارك الدوسري
* المولد والنشأة: وادي الدواسر 1370 هـ
* المرحلة الابتدائية: وادي الدواسر.
ما بعد الابتدائية: الرياض، معهد إمام الدعوة العلمي، ثم كلية اللغة العربية 1393 هـ قبل نشأة جامعة الإمام.
* العمل: مدرس في المعهد العلمي بالدمام.
* العمل في وزارة الإعلام - تلفزيون الدمام معد برامج ومحرر أخبار وأعمال إدارية أخرى.
* الحصول على بعثة دراسية (ماجستير) في الولايات المتحدة الأمريكية 1399- 14.3 هـ.
* بعد العودة: العمل في إدارة المطبوعات في وزارة الإعلام حتى التقاعد 1430 هـ .
* متزوج ولي أبناء وبنات وأحفاد.
* مكان الإقامة: الدمام .
* الهواية والنشاط:
- الهوايات متعددة، وهي كل ما يتعلق بالبيئة والحياة الفطرية؛ النباتية والحيوانية.
- بحمد الله أنجزتُ-بعد التقاعد- إكمال مسح المنطقة الشرقية نباتيا، ووثقتُ جميع نباتاتها كاملة، وسوف تظهر بعون الله في الطبعة الثالثة من كتاب النبات البري في المنطقة الشرقية.
- شاركتُ بمقالات علمية مصورة كثيرة في مجلة الوضيحي التي تصدرها الحياة الفطرية، وفي غيرها، وكانت المقالات عن الحشرات، والزواحف، والنباتات والمراعي وغيرها في المملكة.
- حاليا مهتم بتوثيق النباتات البرية في بقية مناطق المملكة، وأقوم بجولات مستمرة في مختلف المناطق، لهذا الغرض، ولا استغني عن مساعدتكم ودعمكم ودعائكم.
وهنا شيئا من الإنجازات العلمية لضيفنا القدير
والآن فليتفضل ضيفنا الأستاذ حميد الدوسري في بدء أطروحته، سائلين الله له التوفيق والسداد
بداية اللقاء وأطروحة الثلاثاء من قبل الباحث ابوعون حميد الدوسري
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اسعد الله مساءكم بكل خير ، اشكر كل من نظم هذا اللقاء ورتب له ومن يتابعه ويشارك فيه، وارجو ان اكون عند حسن الظن، وفي مستوى من سبقوني في هذه اللقاءات، مع اعترافي لهم بالفضل والتميز وعجزي عن مجاراتهم او اللحاق بهم.
موضوع الحديث في هذا اللقاء هو حول (أسماء النبات البري: بين العامية والفصحى) وهو موضوع طويل جدا ومتشعب، وسوف احاول لملمة أطرافه وجمعها حول نقاط قليلة كتمهيد للموضوع، ومحور واحد رئيس للحديث نظرا لضيق الوقت.
النقطة الاولى:
هي لمحة عن اهمية استعمال الاسماء الفصحى ، او بالاصح وجوب استعمالها، وهو
موضوع يحتاج الى لقاء منفرد في وقت آخر -إن قدر الله لهذه اللقاءات ان تستمر- .
النقطة الثانية:
لمحة عن الضرر الحاصل من استعمال الاسماء العامية والاجنبية،
ويحتاج ايضا الى لقاء منفرد لأهميته القصوى.
النقطة الثالثة:
لمحة عن المصادر التي اهتمت بتدوين اسماء النبات، والظروف المصاحبة لذلك.
محور الحديث:
وسوف نتوسع فيه بقدر ما يسمح به لنا الوقت، وهو عن اسماء النبات: متى وأين وكيف تم التدوين؟ ومن قام بذلك ؟ وكيف نشأت الاسماء العامية؟.
وارجو ان تكون الاسئلة والنقاش حول هذه النقاط وحدها، حتى لا نخرج عن موضوع اللقاء.
فنقول وبالله نستعين عن أهمية إستعمال الأسماء الفصيحة:
- الأسماء الفصيحة للنبات على مستوى الجزيرة العربية تكون شبيهة بالأسماء العلمية للنبات، ويجب أن يعرفها الجميع .
- أنه لا يمكن الاتفاق على غيرها.
- تعبّر عن وحدة البلاد الثقافية، وتجاوز المناطقية والعصبية.
- تربط الجيل الجديد بتراثه وتاريخه وتسهم في سهولة فهم التراث العربي وما فيه من الشعر والأمثال والمعرفة.
- تساهم في فهم تفسير القرآن الكريم والحديث النبوي وما ورد فيهما من النبات والشجر.
مما يبشر بالخير ، انتشار الوعي بأهمية النبات البري وتوجه كثير من الشباب لجمع انواعه والبحث عن اسمائه وفوائده .. وقد ظهر في الفترة الاخيرة عدد من الكتب على ايدي باحثين سعوديين وباحثين اجانب، وسوف يظهر المزيد منها قريبا بحول الله، ولسنا في مجال تعداد تلك المؤلفات او تقييمها، ولكن من ينظر الى اسماء النبات فيها يرى العجب؛ فالنبات الواحد تتعدد اسماؤه حتى في المنطقة الواحدة، ويقع القارئ في حيرة لان ذلك الاسم في علمه يخص نباتا آخر ويحتار في ايهما الصحيح، وتزداد الحيرة عندما يغفل ذكر الاسم العلمي للنبات، وسبب ذلك أن المؤلف نقل تلك الاسماء من مصادر غير دقيقة او سأل عنها اشخاصا غير مؤهلين للنقل عنهم.
بحث نباتات كل منطقة على ايدي ابنائها هي الطريقة المثلى لانهم ادرى بتضاريسها، وتبقى الاعمال الفردية ناقصة ومعرضة للاخطاء والميول الشخصية اكثر من الاعمال الجماعية التي لم نر منها شيئا حتى الآن ، الاعمال الجماعية ضرورة بحثية لكثرة التخصصات التي يتطلبها البحث في النبات، ويصعب توفرها في باحث واحد.
وحتى لا يكون هناك اساءة غير مقصودة لتراثنا ولغتنا العربية من تلك المؤلفات والاندفاع السريع نحو اصدار الكتب والبحوث اطالب بإنشاء جمعية وطنية للباحثين في النبات يكون من ضمن مهامها بحث الاسماء وتوحيدها، وتعريب اسماء الاجناس والفصائل، ووضع اسماء عربية للنباتات الدخيلة التي اصبحت متوطنة في البلاد كجزء من الغطاء النباتي، وغير ذلك كثير.
هيئة تسمية النبات:
لمنع المزيد من التناقض وترسيخ الأخطاء في تسمية النبات، أطالب بإنشاء جمعية وطنية للمهتمين بالنبات البري تضم هيئة للبحث في الأسماء الفصحى والمتداولة، ووضع أسماء عربية للنباتات الوافدة المستوطنة بريا التي أصبحت جزءا من الغطاء النباتي، وتعريب الأسماء الأجنبية، وغير ذلك .
العمل الفردي يبقى عرضة للنقص والخطأ أيا كان واضعه.
خطر نشر الأسماء الخاطئة:
في المؤلفات الحديثة وضع مؤلفوها أسماء عربية لكل نبات ذكروه في كتبهم، وهي أسماء غريبة لأول مرة يُسمع بها؛ فهي ليست من العامية ولا من الفصحى، ولم يذكر واضعوها من أين أتوا بها، وعند التدقيق في الأمر عرفنا أنهم يُلحّون إلحاحا على كبار السن أو من يدلّونهم في الصحراء على مواقع النبات ليعطوهم أسماء لكل نبات، والنتيجة هي أسماء عجيبة مثل (خنانة النعجة) و(كريشة الجدي) و (دماغ الجربوع)، المرافقون للأجانب يتقاضون أجورا مقابل خدماتهم، وإذا لم يُظهروا المعرفة بكل شيء خافوا من استبدالهم.
وظاهرة تعدد الاسماء للنبات الواحد او تسمية النبات باسم نبات آخر سببت اضرارا صحية ومادية للكثير من الناس، ونضرب لذلك مثلا باسم الخزامى ، والحوذان والنفل فهي تطلق في منطقة الشام على نباتات اخرى، والناس يجدون اسماءها في كتب الطب النباتي ويظنون انها النباتات التي يعرفونها عندنا، ويستعملونها على هذا الاساس.
وأليكم مثالا لذلك:
كنت يوما في أحد أسواق الخضار في منطقة جازان وسمعت الدلال ينادي شفلح .. الشفلح كم نقول ..، فجئت لأرى الشفلح فإذا هو نوع من الفاكهة البرية التي تزرع أحيانا وليس لها علاقة أو شبه بالشفلح المعروف عندنا.
هناك أمثلة كثيرة على ما يوقعه تشابه الأسماء من ضرر للكثير من الناس خاصة في مجال العلاج الشعبي مثل إطلاق اسم الشيح على عدد من النباتات غير الشيح، وإطلاق اسم الصعتر على عدد من النباتات التي لا علاقة لها بالصعتر.
والحل هو استخدام الأسماء العلمية لمن يقدر على ذلك، أو الأسماء العربية الفصحى.
ظاهرة خطيرة جديرة بالاهتمام:
هناك ظاهرة خطيرة لم يتكلم عنها أحد، وهي ازدواجية الأسماء أو إطلاق أسماء نباتات عربية فصيحة على نباتات أخرى من خارج الجزيرة العربية، وقد حدث ذلك قديما عندما انتشر العرب خارج الجزيرة العربية، وفي عصور متأخرة أيضا، فإطلق اسم الخزامى والحوذان والنفل والشيح والشبرم، وغيرها على نباتات ليست من نبات جزيرة العرب، وهذه الظاهرة يمكن تسميتها (سرقة الأسماء)، والنتيجة تشويش واختلاط.
حلول لتحديد أسماء النبات:
بالنسبة للباحثين او حتى الهواة الذين يجمعون اسماء النبات اقول لهم : انه لا توجد حلول بسيطة او سريعة لهذه المشكلة وان عليهم التحري عن اقرب الاسماء للصواب، وان عليهم قبول الاسماء الفصيحة وعدم التردد في نشرها بحجج انها غير معروفة او انها غريبة او غير ذلك، فما دمت لا تعرف هذا النبات بأي اسم وتؤسس لمعرفة جديدة فما المانع من قبول الاسم الفصيح؟، وعدم وضع الاسم العامي معه، لا تقول كما يقول الجهلة: (خطأ شائع خير من صواب مهجور) ، النبات غير المشهور عند الناس ويراد نشره تكون الفرصة مواتية لنشره باسمه الصحيح، عجبي هو ممن يتوفر له الاسم الصحيح ويتجنبه بدعوى انه غير معروف او غير ذلك، فهو يعمل على تكريس المشكلة لمن بعده.
متى بدأ تدوين أسماء النبات:
بدأ تدوين اسماء النبات في العراق في وقت متأخر نسبيا في بدايات القرن الثالث الهجري، عندما بدأ علماء اللغة في جمع دواوين الشعر وشرحها فاحتاجوا لمعرفة النبات الذي ذكره الشعراء، وقد كان التدوين على شكل قوائم او فصول او اجزاء من مؤلفات متعددة المواضيع، وقد ضاع الكثير منها، واول المؤلفات المستقلة التي وصلتنا هي كتاب الشجر والكلأ لابي زيد ت 215 هجرية، وهو كتيب صغير في حوالي 35 صفحة، وكتاب النبات للأصمعي ت 216 هجرية، وهو كتيب في اقل من 40 صفحة، ويغلب عليهما سرد الاسماء دون ذكر التفاصيل. واشهر كتب النبات على الاطلاق هو كتاب النبات لأبي حنيفة الدينوري ت 282 هجرية ، ويتكون من 6 اجزاء الثلاثة الاول عن النبات فوائده واستعماله مثل انواع المرعى وما يفتل منه الحبال وما يستخرج منه الاصباغ والصموغ ، ونباتات العسل والاقواس والسهام، ونحو ذلك والثلاثة الاخيرة خصصها لأسماء النبات مرتبة على حروف المعجم، والكتاب مفقود في الوقت الحالي، وقد تم العثور على الجزء الثالث فقط وجزء من الجزء الخامس، ونشرها مستشرقون المان.
لمن يريد البحث عن الاسماء الفصحى، مصادر أسماء النبات الفصحى هي أساسا معاجم اللغة العربية القديمة، وهي حوالي 12 معجما، إضافة الى كتابي النبات للدينوري والمخصص لابن سيده، ودواوين الشعر العربي والمجموعات الشعرية قبل نهاية القرن الثالث الهجري، اما كتب الطب النباتي مثل كتاب الجامع لابن البيطار والتذكرة لداوود الانطاكي فالاسماء العربية فيها (مسروقة)، مثل الشيح والخزامي والحوذان .. وهي تعني نباتات من خارج بلاد العرب.
حفظ الشعر أسماء النبات
أسهم الشعراء وضاربو الأمثال والأقوال المأثورة في تدوين أسماء النبات بطريق غير مباشر، فجميع النبات الذي ذكره الشعراء أو جاء في الأقوال المأثورة شرحه علماء اللغة وبحثوا عنه، وكان ذلك سببا في حفظه لنا.
السؤال الكبير الذي أتعب الباحثين هو: هل كل النباتات في بلاد العرب لها اسماء قديمة حتى نبحث عن تلك الاسماء؟ او بعبارة أخرى هل تم تدوين جميع أسماء النبات في بلاد العرب؟ ، وهل كانت هناك أسماء لجميع نباتات بلاد العرب في الاصل لنبحث عن اسم كل نبات بعينه؟ الجواب طويل يحتاج الى مجلدات وبحوث طويلة للوصول الى جواب مقنع، ولتكونواعلى بينة من الأمر ، نحتاج الى معرفة أمور اخرى تساعدنا على فهم الجواب، وهي معرفة الظروف والاماكن التي تم فيها تدوين أسماء النبات، وهي خارج جزيرة العرب، بعيدا عن منابتها ومن قاموا بتسميتها، وعلى ايدي غير العرب -في غالب الاحيان- ، وقبل ذلك معرفة خرائط توزيع النبات وانتشاره في بلاد العرب والبلدان المجاورة، وما تمت تسميته منه ومكانه؟، وما لم يسم منه ومكانه؟ وغير ذلك كثير.
هل كل النباتات البرية في جزيرة العرب لها أسماء قديمة؟ حتى يمكن البحث عنها؟ أم أن التسمية مقتصرة على بعضها فقط .
الجواب على هذا السؤال نعم، وهي القاعدة العامة المفترضة، على الأقل عند سكان المنطقة التي يوجد فيها النبات، وربما يكون هناك ظروف استثنائية، ولكن المشكلة هي في طريقة وصول تلك الأسماء إلى العلماء في العراق والشام الذين دونوها لنا في الكتب؛ فهي لم تدون محليا من قبل أهل المنطقة، أو شخص أقام في المنطقة لهذا الغرض، ثم ماذا حدث بعد ذلك لتلك النباتات ولتلك الأسماء.
نلاحظ ان التدوين قد مضى عليه نحو 1200 سنة ، وان النبات في تغير مستمر ؛ فهو ينتقل طبيعيا او ينقل ، ويهاجر وينقرض، وتتغير الظروف البيئية لنموه، وانه قد دخل الى بلاد العرب نباتات كثيرة بعد ذلك التاريخ ، وحتما قد انقرض منها نباتات قد تم تدوين اسمائها.
هذا النبات بالصورة أعلاه من أقدم النباتات الوافدة إلى جزيرة العرب في القرن الحادي عشر الهجري، وموطنه الأصلي أمريكا الجنوبية، وقد تم جلبه إلى اليمن لاستخدامه في العلاج، ومنها انتشر شمالا حتى وصل إلى قرب الطائف في هذه الأيام، وقد سماه اليمنيون (البارود)، يحتاج إلى اسم عربي لأنه أصبح جزءا من الغطاء النباتي عندنا.
أما هذا النبات بالصورة أعلى والذي يسمى البرشومي أو التين الشوكي من النباتات الوافدة قديما، وموطنه أمريكا الشمالية، وقد جلب منذ القرن الحادي عشر الهجري من أجل ثماره التي تؤكل أو من أجل وضعه سياجا واقيا للمزارع، وقد أصبح جزءا من نباتات البلاد ويجب وضع اسم عربي له.
وهذا النبات بالصورة أعلاه وافد قديم من أمريكا الجنوبية، له ستة أنواع متشابهة في الثمرة مختلفة الورق، منتشرة في عموم مناطق المملكة، ويسمونه الشُّبَّيْط لأن ثماره الشوكية تعلق بالملابس وغيرها، وكلمة الشبيط مناسبة له في التسمية لو تم إقرارها وتعميمها.
رأيي الشخصي بعد اكثر من 20 عاما من البحث في الاسماء ، وتطبيق الاسماء على الخريطة الجغرافية النباتية للمملكة العربية السعودية هي ان المناطق الشمالية من البلاد كان لنباتاتها نصيب الاسد من التسمية ، بينما كانت مناطق شمال الربع الخالي وجنوب نجد وجنوب الدهناء وجزء من الهضب الى منطقة نجران مهملة النبات، وما تم تدوينه عبارة عن اسماء مجردة من الوصف او غير مطابقة له على الطبيعة .. المناطق مثل تهامة وعسير والسروات وعالية نجد، والصمان بين بين وحظيت على العموم باهتمامات متفاوتة.
الصورة أعلى هي إحدى الشجيرات العطرية المنتشرة في جنوبي طويق، لم تحظ بالذكر في المعاجم مع جمال منظرها وطيب رائحتها وكبر حجمها.
لقاء الثلوثية اليوم بموضوع [أسماء النبات بين العامية والفصحى] من الباحث القدير المخضرم الاستاذ حميد الدوسري ويقدمه لكم الأستاذ أحمد الشهري .
جمعه ورتبه بالمدونة أخوكم الرحال وائل الدغفق .
يتقدم الأستاذ أحمد الشهري بداية بالترحيب وبدء اللقاء بقوله:
مرحبا بكم جميعا في هذه الأمسية الرائدة بين كوكبة الرواد
وأخص بالترحيب ضيفنا العزيز وأستاذنا القدير: أبا عون وأشكر له تلطفه وقبوله لهذه الدعوة في أن يكون ضيف هذا اللقاء وفارس ميدانه .
وكما تعلمون فإن موضوع أطروحة الليلة هو [أسماء النبات بين العامية والفصحى]
وقبل أن يبدأ أبو عون في طرح ما في جعبته فيسعدني أن أقدم لكم نبذة مختصرة عن السيرة الذاتية للضيف.
نبذه مختصرة عن الباحث حميد الدوسري
* الاسم: حميد بن مبارك الدوسري
* المولد والنشأة: وادي الدواسر 1370 هـ
* المرحلة الابتدائية: وادي الدواسر.
ما بعد الابتدائية: الرياض، معهد إمام الدعوة العلمي، ثم كلية اللغة العربية 1393 هـ قبل نشأة جامعة الإمام.
* العمل: مدرس في المعهد العلمي بالدمام.
* العمل في وزارة الإعلام - تلفزيون الدمام معد برامج ومحرر أخبار وأعمال إدارية أخرى.
* الحصول على بعثة دراسية (ماجستير) في الولايات المتحدة الأمريكية 1399- 14.3 هـ.
* بعد العودة: العمل في إدارة المطبوعات في وزارة الإعلام حتى التقاعد 1430 هـ .
* متزوج ولي أبناء وبنات وأحفاد.
* مكان الإقامة: الدمام .
* الهواية والنشاط:
- الهوايات متعددة، وهي كل ما يتعلق بالبيئة والحياة الفطرية؛ النباتية والحيوانية.
- بحمد الله أنجزتُ-بعد التقاعد- إكمال مسح المنطقة الشرقية نباتيا، ووثقتُ جميع نباتاتها كاملة، وسوف تظهر بعون الله في الطبعة الثالثة من كتاب النبات البري في المنطقة الشرقية.
- شاركتُ بمقالات علمية مصورة كثيرة في مجلة الوضيحي التي تصدرها الحياة الفطرية، وفي غيرها، وكانت المقالات عن الحشرات، والزواحف، والنباتات والمراعي وغيرها في المملكة.
- حاليا مهتم بتوثيق النباتات البرية في بقية مناطق المملكة، وأقوم بجولات مستمرة في مختلف المناطق، لهذا الغرض، ولا استغني عن مساعدتكم ودعمكم ودعائكم.
وهنا شيئا من الإنجازات العلمية لضيفنا القدير
والآن فليتفضل ضيفنا الأستاذ حميد الدوسري في بدء أطروحته، سائلين الله له التوفيق والسداد
بداية اللقاء وأطروحة الثلاثاء من قبل الباحث ابوعون حميد الدوسري
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اسعد الله مساءكم بكل خير ، اشكر كل من نظم هذا اللقاء ورتب له ومن يتابعه ويشارك فيه، وارجو ان اكون عند حسن الظن، وفي مستوى من سبقوني في هذه اللقاءات، مع اعترافي لهم بالفضل والتميز وعجزي عن مجاراتهم او اللحاق بهم.
موضوع الحديث في هذا اللقاء هو حول (أسماء النبات البري: بين العامية والفصحى) وهو موضوع طويل جدا ومتشعب، وسوف احاول لملمة أطرافه وجمعها حول نقاط قليلة كتمهيد للموضوع، ومحور واحد رئيس للحديث نظرا لضيق الوقت.
النقطة الاولى:
هي لمحة عن اهمية استعمال الاسماء الفصحى ، او بالاصح وجوب استعمالها، وهو
موضوع يحتاج الى لقاء منفرد في وقت آخر -إن قدر الله لهذه اللقاءات ان تستمر- .
النقطة الثانية:
لمحة عن الضرر الحاصل من استعمال الاسماء العامية والاجنبية،
ويحتاج ايضا الى لقاء منفرد لأهميته القصوى.
النقطة الثالثة:
لمحة عن المصادر التي اهتمت بتدوين اسماء النبات، والظروف المصاحبة لذلك.
محور الحديث:
وسوف نتوسع فيه بقدر ما يسمح به لنا الوقت، وهو عن اسماء النبات: متى وأين وكيف تم التدوين؟ ومن قام بذلك ؟ وكيف نشأت الاسماء العامية؟.
وارجو ان تكون الاسئلة والنقاش حول هذه النقاط وحدها، حتى لا نخرج عن موضوع اللقاء.
فنقول وبالله نستعين عن أهمية إستعمال الأسماء الفصيحة:
- الأسماء الفصيحة للنبات على مستوى الجزيرة العربية تكون شبيهة بالأسماء العلمية للنبات، ويجب أن يعرفها الجميع .
- أنه لا يمكن الاتفاق على غيرها.
- تعبّر عن وحدة البلاد الثقافية، وتجاوز المناطقية والعصبية.
- تربط الجيل الجديد بتراثه وتاريخه وتسهم في سهولة فهم التراث العربي وما فيه من الشعر والأمثال والمعرفة.
- تساهم في فهم تفسير القرآن الكريم والحديث النبوي وما ورد فيهما من النبات والشجر.
مما يبشر بالخير ، انتشار الوعي بأهمية النبات البري وتوجه كثير من الشباب لجمع انواعه والبحث عن اسمائه وفوائده .. وقد ظهر في الفترة الاخيرة عدد من الكتب على ايدي باحثين سعوديين وباحثين اجانب، وسوف يظهر المزيد منها قريبا بحول الله، ولسنا في مجال تعداد تلك المؤلفات او تقييمها، ولكن من ينظر الى اسماء النبات فيها يرى العجب؛ فالنبات الواحد تتعدد اسماؤه حتى في المنطقة الواحدة، ويقع القارئ في حيرة لان ذلك الاسم في علمه يخص نباتا آخر ويحتار في ايهما الصحيح، وتزداد الحيرة عندما يغفل ذكر الاسم العلمي للنبات، وسبب ذلك أن المؤلف نقل تلك الاسماء من مصادر غير دقيقة او سأل عنها اشخاصا غير مؤهلين للنقل عنهم.
بحث نباتات كل منطقة على ايدي ابنائها هي الطريقة المثلى لانهم ادرى بتضاريسها، وتبقى الاعمال الفردية ناقصة ومعرضة للاخطاء والميول الشخصية اكثر من الاعمال الجماعية التي لم نر منها شيئا حتى الآن ، الاعمال الجماعية ضرورة بحثية لكثرة التخصصات التي يتطلبها البحث في النبات، ويصعب توفرها في باحث واحد.
وحتى لا يكون هناك اساءة غير مقصودة لتراثنا ولغتنا العربية من تلك المؤلفات والاندفاع السريع نحو اصدار الكتب والبحوث اطالب بإنشاء جمعية وطنية للباحثين في النبات يكون من ضمن مهامها بحث الاسماء وتوحيدها، وتعريب اسماء الاجناس والفصائل، ووضع اسماء عربية للنباتات الدخيلة التي اصبحت متوطنة في البلاد كجزء من الغطاء النباتي، وغير ذلك كثير.
هيئة تسمية النبات:
لمنع المزيد من التناقض وترسيخ الأخطاء في تسمية النبات، أطالب بإنشاء جمعية وطنية للمهتمين بالنبات البري تضم هيئة للبحث في الأسماء الفصحى والمتداولة، ووضع أسماء عربية للنباتات الوافدة المستوطنة بريا التي أصبحت جزءا من الغطاء النباتي، وتعريب الأسماء الأجنبية، وغير ذلك .
العمل الفردي يبقى عرضة للنقص والخطأ أيا كان واضعه.
خطر نشر الأسماء الخاطئة:
في المؤلفات الحديثة وضع مؤلفوها أسماء عربية لكل نبات ذكروه في كتبهم، وهي أسماء غريبة لأول مرة يُسمع بها؛ فهي ليست من العامية ولا من الفصحى، ولم يذكر واضعوها من أين أتوا بها، وعند التدقيق في الأمر عرفنا أنهم يُلحّون إلحاحا على كبار السن أو من يدلّونهم في الصحراء على مواقع النبات ليعطوهم أسماء لكل نبات، والنتيجة هي أسماء عجيبة مثل (خنانة النعجة) و(كريشة الجدي) و (دماغ الجربوع)، المرافقون للأجانب يتقاضون أجورا مقابل خدماتهم، وإذا لم يُظهروا المعرفة بكل شيء خافوا من استبدالهم.
وظاهرة تعدد الاسماء للنبات الواحد او تسمية النبات باسم نبات آخر سببت اضرارا صحية ومادية للكثير من الناس، ونضرب لذلك مثلا باسم الخزامى ، والحوذان والنفل فهي تطلق في منطقة الشام على نباتات اخرى، والناس يجدون اسماءها في كتب الطب النباتي ويظنون انها النباتات التي يعرفونها عندنا، ويستعملونها على هذا الاساس.
وأليكم مثالا لذلك:
كنت يوما في أحد أسواق الخضار في منطقة جازان وسمعت الدلال ينادي شفلح .. الشفلح كم نقول ..، فجئت لأرى الشفلح فإذا هو نوع من الفاكهة البرية التي تزرع أحيانا وليس لها علاقة أو شبه بالشفلح المعروف عندنا.
هناك أمثلة كثيرة على ما يوقعه تشابه الأسماء من ضرر للكثير من الناس خاصة في مجال العلاج الشعبي مثل إطلاق اسم الشيح على عدد من النباتات غير الشيح، وإطلاق اسم الصعتر على عدد من النباتات التي لا علاقة لها بالصعتر.
والحل هو استخدام الأسماء العلمية لمن يقدر على ذلك، أو الأسماء العربية الفصحى.
ظاهرة خطيرة جديرة بالاهتمام:
هناك ظاهرة خطيرة لم يتكلم عنها أحد، وهي ازدواجية الأسماء أو إطلاق أسماء نباتات عربية فصيحة على نباتات أخرى من خارج الجزيرة العربية، وقد حدث ذلك قديما عندما انتشر العرب خارج الجزيرة العربية، وفي عصور متأخرة أيضا، فإطلق اسم الخزامى والحوذان والنفل والشيح والشبرم، وغيرها على نباتات ليست من نبات جزيرة العرب، وهذه الظاهرة يمكن تسميتها (سرقة الأسماء)، والنتيجة تشويش واختلاط.
حلول لتحديد أسماء النبات:
بالنسبة للباحثين او حتى الهواة الذين يجمعون اسماء النبات اقول لهم : انه لا توجد حلول بسيطة او سريعة لهذه المشكلة وان عليهم التحري عن اقرب الاسماء للصواب، وان عليهم قبول الاسماء الفصيحة وعدم التردد في نشرها بحجج انها غير معروفة او انها غريبة او غير ذلك، فما دمت لا تعرف هذا النبات بأي اسم وتؤسس لمعرفة جديدة فما المانع من قبول الاسم الفصيح؟، وعدم وضع الاسم العامي معه، لا تقول كما يقول الجهلة: (خطأ شائع خير من صواب مهجور) ، النبات غير المشهور عند الناس ويراد نشره تكون الفرصة مواتية لنشره باسمه الصحيح، عجبي هو ممن يتوفر له الاسم الصحيح ويتجنبه بدعوى انه غير معروف او غير ذلك، فهو يعمل على تكريس المشكلة لمن بعده.
متى بدأ تدوين أسماء النبات:
بدأ تدوين اسماء النبات في العراق في وقت متأخر نسبيا في بدايات القرن الثالث الهجري، عندما بدأ علماء اللغة في جمع دواوين الشعر وشرحها فاحتاجوا لمعرفة النبات الذي ذكره الشعراء، وقد كان التدوين على شكل قوائم او فصول او اجزاء من مؤلفات متعددة المواضيع، وقد ضاع الكثير منها، واول المؤلفات المستقلة التي وصلتنا هي كتاب الشجر والكلأ لابي زيد ت 215 هجرية، وهو كتيب صغير في حوالي 35 صفحة، وكتاب النبات للأصمعي ت 216 هجرية، وهو كتيب في اقل من 40 صفحة، ويغلب عليهما سرد الاسماء دون ذكر التفاصيل. واشهر كتب النبات على الاطلاق هو كتاب النبات لأبي حنيفة الدينوري ت 282 هجرية ، ويتكون من 6 اجزاء الثلاثة الاول عن النبات فوائده واستعماله مثل انواع المرعى وما يفتل منه الحبال وما يستخرج منه الاصباغ والصموغ ، ونباتات العسل والاقواس والسهام، ونحو ذلك والثلاثة الاخيرة خصصها لأسماء النبات مرتبة على حروف المعجم، والكتاب مفقود في الوقت الحالي، وقد تم العثور على الجزء الثالث فقط وجزء من الجزء الخامس، ونشرها مستشرقون المان.
لمن يريد البحث عن الاسماء الفصحى، مصادر أسماء النبات الفصحى هي أساسا معاجم اللغة العربية القديمة، وهي حوالي 12 معجما، إضافة الى كتابي النبات للدينوري والمخصص لابن سيده، ودواوين الشعر العربي والمجموعات الشعرية قبل نهاية القرن الثالث الهجري، اما كتب الطب النباتي مثل كتاب الجامع لابن البيطار والتذكرة لداوود الانطاكي فالاسماء العربية فيها (مسروقة)، مثل الشيح والخزامي والحوذان .. وهي تعني نباتات من خارج بلاد العرب.
حفظ الشعر أسماء النبات
أسهم الشعراء وضاربو الأمثال والأقوال المأثورة في تدوين أسماء النبات بطريق غير مباشر، فجميع النبات الذي ذكره الشعراء أو جاء في الأقوال المأثورة شرحه علماء اللغة وبحثوا عنه، وكان ذلك سببا في حفظه لنا.
السؤال الكبير الذي أتعب الباحثين هو: هل كل النباتات في بلاد العرب لها اسماء قديمة حتى نبحث عن تلك الاسماء؟ او بعبارة أخرى هل تم تدوين جميع أسماء النبات في بلاد العرب؟ ، وهل كانت هناك أسماء لجميع نباتات بلاد العرب في الاصل لنبحث عن اسم كل نبات بعينه؟ الجواب طويل يحتاج الى مجلدات وبحوث طويلة للوصول الى جواب مقنع، ولتكونواعلى بينة من الأمر ، نحتاج الى معرفة أمور اخرى تساعدنا على فهم الجواب، وهي معرفة الظروف والاماكن التي تم فيها تدوين أسماء النبات، وهي خارج جزيرة العرب، بعيدا عن منابتها ومن قاموا بتسميتها، وعلى ايدي غير العرب -في غالب الاحيان- ، وقبل ذلك معرفة خرائط توزيع النبات وانتشاره في بلاد العرب والبلدان المجاورة، وما تمت تسميته منه ومكانه؟، وما لم يسم منه ومكانه؟ وغير ذلك كثير.
هل كل النباتات البرية في جزيرة العرب لها أسماء قديمة؟ حتى يمكن البحث عنها؟ أم أن التسمية مقتصرة على بعضها فقط .
الجواب على هذا السؤال نعم، وهي القاعدة العامة المفترضة، على الأقل عند سكان المنطقة التي يوجد فيها النبات، وربما يكون هناك ظروف استثنائية، ولكن المشكلة هي في طريقة وصول تلك الأسماء إلى العلماء في العراق والشام الذين دونوها لنا في الكتب؛ فهي لم تدون محليا من قبل أهل المنطقة، أو شخص أقام في المنطقة لهذا الغرض، ثم ماذا حدث بعد ذلك لتلك النباتات ولتلك الأسماء.
نلاحظ ان التدوين قد مضى عليه نحو 1200 سنة ، وان النبات في تغير مستمر ؛ فهو ينتقل طبيعيا او ينقل ، ويهاجر وينقرض، وتتغير الظروف البيئية لنموه، وانه قد دخل الى بلاد العرب نباتات كثيرة بعد ذلك التاريخ ، وحتما قد انقرض منها نباتات قد تم تدوين اسمائها.
هذا النبات بالصورة أعلاه من أقدم النباتات الوافدة إلى جزيرة العرب في القرن الحادي عشر الهجري، وموطنه الأصلي أمريكا الجنوبية، وقد تم جلبه إلى اليمن لاستخدامه في العلاج، ومنها انتشر شمالا حتى وصل إلى قرب الطائف في هذه الأيام، وقد سماه اليمنيون (البارود)، يحتاج إلى اسم عربي لأنه أصبح جزءا من الغطاء النباتي عندنا.
أما هذا النبات بالصورة أعلى والذي يسمى البرشومي أو التين الشوكي من النباتات الوافدة قديما، وموطنه أمريكا الشمالية، وقد جلب منذ القرن الحادي عشر الهجري من أجل ثماره التي تؤكل أو من أجل وضعه سياجا واقيا للمزارع، وقد أصبح جزءا من نباتات البلاد ويجب وضع اسم عربي له.
وهذا النبات بالصورة أعلاه وافد قديم من أمريكا الجنوبية، له ستة أنواع متشابهة في الثمرة مختلفة الورق، منتشرة في عموم مناطق المملكة، ويسمونه الشُّبَّيْط لأن ثماره الشوكية تعلق بالملابس وغيرها، وكلمة الشبيط مناسبة له في التسمية لو تم إقرارها وتعميمها.
رأيي الشخصي بعد اكثر من 20 عاما من البحث في الاسماء ، وتطبيق الاسماء على الخريطة الجغرافية النباتية للمملكة العربية السعودية هي ان المناطق الشمالية من البلاد كان لنباتاتها نصيب الاسد من التسمية ، بينما كانت مناطق شمال الربع الخالي وجنوب نجد وجنوب الدهناء وجزء من الهضب الى منطقة نجران مهملة النبات، وما تم تدوينه عبارة عن اسماء مجردة من الوصف او غير مطابقة له على الطبيعة .. المناطق مثل تهامة وعسير والسروات وعالية نجد، والصمان بين بين وحظيت على العموم باهتمامات متفاوتة.
الصورة أعلى هي إحدى الشجيرات العطرية المنتشرة في جنوبي طويق، لم تحظ بالذكر في المعاجم مع جمال منظرها وطيب رائحتها وكبر حجمها.
وصورة اعلى لهذا النوع من نبات جنوب نجد وشمال
الربع الخالي واسع الانتشار وتتوفر فيه مؤهلات التسمية الفصيحة ومع ذلك لم نجد له
أي ذكر.
والصورة أعلى لنبات طيب الرائحة كثير
الانتشار في منطقة الهضب والأفلاج، مؤهل ليكون له اسم فصيح لو كان في شمال البلاد،
ومع ذلك لم نعثر له على ذكر واضح في المعاجم.
وهذا نبات آخر من نبات منطقة
شمال نجران رعوي جيد تتوفر فيه مؤهلات التسمية الفصيحة ومنتشر بكثرة، ومع ذلك لم
نجد له أي ذكر.
معاجم اللغة العربية القديمة هي:
- كتاب العين للفراهيدي .
- كتاب الجيم للشيباني.
- الصحاح للجوهري.
- تهذيب اللغة للأزهري.
- المحيط في اللغة لابن عباد.
- جمهرة اللغة لابن دريد.
- العباب الزاخر للصاغاني.
- المحكم لابن سيده.
- التكملة للصاغاني.
- لسان العرب لابن منظور .
- القاموس المحيط للفيروزآبادي.
- تاج العروس للزبيدي.
واشمل تلك المعاجم فيما يتعلق بالنبات هو تاج العروس، الذي تم تحقيقه في دولة الكويت مؤخرا على ايدي علماء مصريين وطبع في 40 مجلدا، ومع ذلك جاءت بعض اسماء النباتات فيه مصحفة ، ولم يستطع المحققون إدراك ذلك.
يأتي بعده في الشمولية والاهمية المحيط في اللغة لابن عباد، واقلها في ذكر النبات هو الصحاح للجوهري.
من ابرز المشكلات في المعاجم هو تصحيف الاسماء، وذكر النبات بدون وصف او ذكره بأنه نبات معروف اي معروف على زمن المؤلف ولكنه الآن غير معروف، وقد وجدت في لسان العرب اكثر من 250 اسم نبات لم توصف ابدا او وصفت بوصف ناقص مثل نبات جبلي او ترعاه الابل او نبات صغير، ونحو ذلك.
عدد النبات وعدد الأسماء
عدد أنواع النبات البري في
المملكة العربية السعودية وحدها يقارب 2800 نوع ، وفي اليمن وسقطرى وعمان الكثير
من النبات، غير ما عندنا في المملكة، وهو عدد يفوق كثرة عدد الأسماء الموجودة في
معاجم اللغة العربية، وهو مؤشر يستفاد منه أن هناك نباتات كثيرة ليس لها أسماء عند
العرب القدماء أو لم تدون أسماؤها إن كانت لها أسماء أو لم تصل إلينا تلك الأسماء
إن كانت سبق تدوينها.
تم تدوين أسماء النبات ومعظم مواد اللغة العربية في العراق بطريقتين:
- الأولى:
مقابلة الأعراب الوافدين من البادية للتسوق أو الجهاد أو الهجرة، وتسجيل المعلومات التي يُدلون بها على ما قد يكون فيها من خطأ أو صواب.
- الثانية:
الرحلات إلى داخل الجزيرة العربية ومقابلة الأعراب وتسجيل المعلومات والشواهد ومفردات اللغة عنهم.
وكان للمناطق المتاخمة للعراق من شبه الجزيرة العربية النصيب الأكبر حيث تتكرر زيارات سكانها للحواضر العراقية للبيع والشراء وغير ذلك، أما الذين يقومون بالرحلات لمقابلة الأعراب فلا يستطيعون التوغل في أعماق الجزيرة العربية لعدم قدرتهم على ذلك، ولخلوها من السكان غالبا، ومن موارد المياه ووسائل السلامة، ويكتفون بالمناطق المتاخمة لهم أيضا.
والنتيجة أننا وجدنا أغلب النباتات في شمال الجزيرة العربية معروفة الأسماء والصفات، وفي المناطق الداخلية البعيدة مثل حرض وشمال الربع الخالي وجنوب الدهناء وشرق الأفلاج وما بين وادي الدواسر ونجران وجنوب طويق أما مجهولة لم تسجل أو مسجلة بدون وصف كاف ويكتنفها الغموض، وسوف نذكر أمثلة توضح ذلك.
النباتات التي حظيت بالتسمية والوصف هي مراعي الابل الجيدة، والنباتات المتميزة شكلا ورائحة ، او التي تؤكل او يستفاد منها في الحياة اليومية مثل الدباغة وفتل الحبال والصناعات الخشبية، ونحوها.
المناطق الشمالية متاخمة للعراق وسكانها على اتصال بالحواضر التي تم فيها التدوين، واستطاع جامعو اللغة والشعر والتراث من علماء العراق الوصول اليها، المناطق الجنوبية كانت قليلة السكان والنبات معزولة عن العالم، وغير آمنة ولم يرحل او يهاجر سكانها للحواضر العراقية، ولم يصل اليها جامعو اللغة والتراث.
اتوقف عند هذا خشية الإثقال عليكم. واشكر لكم حسن المتابعة .
وهنا يتوقف الباحث حميد الدوسري ليبدأ الاخ ابو احمد الشهري بسرد أسئلة المتابعين فيقول:
أسعد الله مساء الجميع
نبدأ بأسئلة لشيخنا الليلة
وأول سؤال مقدم من الاخ عبدالرحمن العريني يقول فيه :
س1: هل النباتات تتجدد .. يعني يهجن بعضها بعضا فيخرج نبات لم يكن موجودا؟
س2: ما المشكلة إذا كثرت أسماء نبتة ما فتجد لها في كل منطقة اسم؟
س3: من المرجع الذي يؤخذ قوله في تسمية النباتات عند الاختلاف والتضاد ؟
فيجيب الباحث اباعون بقوله :
النبات يمكن ان تفد من الخارج وان تهاجر ، توالد نبات من نبات ليس مشكلة واذا حصل يكون الشكل متقاربا.
ويسأل الاخ حمد الواصل سؤالا بقوله:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أستاذنا أبو عون لماذا لا يذكر الاسماء الشعبية في نهاية كل نبته ويوضح عند الدواسر تسمى كذا وعند أهل الشمال تسمى كذا وعند أهل الصمان كذا ...ففيه من الفوائد
أولا تحدثنا عنه علميا وعربيا كاملا. وبذلك حفظنا المادة العلمية كاملة
ثانيا نتمكن من تعرف الناس على النبتة وما هو المقصود منها ولن يتيه القارئ عن هذه النبته ولو تشابهة مع غيرها في الشكل أو الاسم.
فيجيب الباحث اباعون بقوله :
اذا كثرت اسماء النبتة فهو يدل على اهميتها ، وقد يكون لها عدد من الاسماء، وعكس ذلك يكون عدد من النبات يشترك في اسم واحد. فذكر القبائل ، والأماكن احيانا يخلق مشاكل كثيرة، نحن نريد قتل الاسماء العامية لا نشرها والمرجع هو معاجم اللغة.
ويسأل الاخ ناصر الغامدي بسؤال يقول فيه:
س١. ما هي أقوى ثلاث انواع اشجار خشبية من ناحية الصلابة
س٢.اريد بعض النباتات التي توكل المنتشرة بقوة عندنا في الجنوب شكرا.
فيجيب الباحث اباعون بقوله :
اصلب جذوع النبات العيهق، ثم السمر والقرض.
النبات الذي يؤكل موضوعه طويل اتصل بي لاحقا.
ويسأل الاخ محمد اليوسفي بسؤال يقول فيه:
س : لا ترى أبا عون أن مقتطفات من مادة هذا الكتاب؛ الذي يؤصّل، ويصنّف، ويعطي إشارات للأسماء العامية؛ مع شيء من ثقافة الموروث في النباتات البرية.. ألا ترى جدوى طرحها عبر حسابات باسمك في شبكات التواصل فتحقق فائدتين، الأولى: نشر المعرفة على نطاق أوسع، والأخرى: قد يلتقي عندك الباحثون والمهتمون وتُدار نقاشات حول الأسماء الفصيحة للنباتات والأسماء العامية بتباينها واختلافها المناطقي. لعل ذلك يشيع فكرة الاهتمام بالتأصيل فتتحفز جهة ما تهتم بهذا الموضوع وتوثّق فيه على نحو مختلف عن الجزء الثامن من موسوعة الثقافة التقليدية بالمملكة؟
فيجيب الباحث اباعون بقوله :
شكرا ابا سليمان كلام جميل ، لكني مشغول جدا بالبحث والكتابة وليس لدي وقت، حبذا لو تكون هناك جمعية للنباتيين.
التغريدات مسموح بها بشرط ذكر المصدر.
ويكمل اليوسفي استفساره بقوله:
لا خلاف على احترام المصادر.
لكن ليتك تجرّب النزول لهذا الميدان؟ فا
لكبار علما وسنا ومعرفة وإدراكا.. في شبكات التواصل.. جزء هام من نشر الوعي. هذا دور سوف تستمتع به أبا عون.. لو جرّبته.
فيجيب الباحث اباعون بقوله :
التغريدات وما شابهها لها فوائد اعلامية ولكن على حساب الوقت. و
الاولوية عندي هي لجمع النبات قبل ان ينقرض.
في ختام هذه الأمسية أشكر شيخنا أبا عون على ما نثرره من درر علمية رائعة ورصينة وجديرة بالبحث والمناقشة والتأمل.
وأشكر لكم حسن متابعتكم ورقي طرحكم.
وأشكر إدارة هذه المجموعة الرائدة على منحي شرف إدارة هذا اللقاء، وأعتذر عن التقصير والخلل والزلل.
وأستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه أخوكم علي الشهري .
ولكم من ناقل المادة وترتيبها بالمدونة اخوكم الرحال وائل الدغفق
الاستاذ اباعون
ردحذفالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سمعت تعليقكم على سبب موت الطلح
وحتى لا احصر الاسباب بسبب واحد
اقول
وايضا انشاء مزارع او موارد مياه بالشعبان تستنزف المياه السطحيه فيموت الطلح
ابن محسن
بيض الله وجهك
ردحذفوجزاك الله خيرا
جزاك الله خير ونغع بعلمك
ردحذف